المجازر الإسرائيلية - مجزرة خان يونس ورفح | ٣ - ١٢ نوفمبر ١٩٥٦


مجزرة خان يونس ورفح | ٣ - ١٢ نوفمبر ١٩٥٦ | فلسطيننا

تعد مذبحة خان يونس التي وقعت في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1956 واستمرت عدة أيام واحدة من كبرى المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة وراح ضحيتها أكثر من 250 شهيدا. وبعد تسعة أيام من المجزرة الأولى نفذت وحدة من الجيش الإسرائيلي مجزرة وحشية أخرى راح ضحيتها نحو 275 شهيدا في نفس المخيم، كما قتل أكثر من 100 فلسطيني آخر من سكان مخيم رفح للاجئين في نفس اليوم، وامتدت المذبحة حتى حدود بلدة بني سهيلا. 

وجاءت المجزرة على خلفية قرار الرئيس المصري جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس عام 1956، وفي اجتماع سري وافقت بريطانيا وفرنسا ودولة الاحتلال على شن هجوم من ثلاث جهات ضد مصر، وبدأ الهجوم بضربة إسرائيلية على مواقع مصرية في شبه جزيرة سيناء في 29 تشرين الأول/أكتوبر من ذلك العام. 

وردا على المقاومة التي أبداها سكان خان يونس بقطاع غزة قصف الجيش الإسرائيلي البلدة بسلاح المدفعية، مما أدى إلى خسائر فادحة في أرواح المدنيين، وبدأت المذبحة صباح الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر حيث استيقظ السكان على مكبرات صوت مركبات الاحتلال العسكرية تنادي بخروج جميع الشبان والرجال من سن 16 عاما وحتى سن الخمسين، واقتادتهم قوات الاحتلال إلى الجدران والساحات العامة ثم أطلقت عليهم النيران دفعة واحدة من أسلحة رشاشة سقط على أثرها مئات الشهداء في اليوم الأول. 

ويوثق الباحث إحسان خليل الأغا في كتابه "خان يونس وشهداؤها"، الصادر عام 1997، أسماء 520 ضحية سقطوا في إعدامات ميدانية أو في القصف العشوائي الجوي أو البحري في مذابح متسلسلة. 


ويصف الأغا ما وقع في مدينته بـ"المذبحة الفريدة" بسبب اتساع رقعتها وعدد الشهداء وطبيعة القتل وطول وقت التنفيذ، مستغربا من عدم الالتفات إلى المذبحة طيلة عقود خلت. 

فيما يقول الباحث غازي الصوراني في دراسة بعنوان "قطاع غزة 1948-1993" إن القتل لم يكن في مدينة خان يونس ورفح وحدهما بل طال مختلف أرجاء القطاع، فمدينة غزة قتل فيها 256 أما وسط القطاع فقتل فيه 62 مواطنا. 

ويضيف الصوراني في دراسته التي صدرت في غزة عام 2011 في قطاع غزة أن عدد الشهداء وصل إلى 930 شهيدا، و215 مفقودا و716 جريحا في عمليات انتقامية نفذتها قوات الاحتلال في مختلف مناطق القطاع. 

بعد انسحاب قوات الاحتلال من غزة وسيناء في آذار/ مارس عام 1957 وبعد ذلك بوقت قصير، اكتشفت مقبرة جماعية في محيط خان يونس، احتوت على جثث 40 فلسطينيا أصيبوا برصاصة في الجزء الخلفي من الرأس. 

في عام 2009، نشر الصحفي والرسام الأمريكي جو ساكو كتابا من 418 صفحة عن عمليات القتل في خان يونس ورفح، بعنوان "هوامش في غزة" وتعتمد الرواية المصورة على شهود عيان، وكتب ألكسندر كوكبرن، الذي قام بمراجعة الكتاب في صحيفة "نيويورك تايمز"، أنه "يقف وحده ككاتب ورسام الكاريكاتير لأن قدرته على رواية قصة من خلال فنه يتم جمعها مع تحقيقات بأعلى مستويات الجودة"، وذكر أن "من الصعب تصور كيف يمكن لأي شكل آخر من أشكال الصحافة أن يجعل هذه الأحداث مثيرة للاهتمام".

ويوثق الكاتب الصحفي المالطي، حامل الجنسية الأمريكية، ساكو على لسان شهود عيان تفاصيل قتل المدنيين الفلسطينيين في خان يونس ورفح على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي. 

وخلال جولته في غزة، بُعيد انطلاق انتفاضة الأقصى عام 2000، قال ساكو في لقاء مع الصحفيين، إنه يذكر أنه قرأ شيئا عما جرى في خان يونس ورفح، وعندما حاول جمع معلومات أكثر "تفاجأ أنه لا معلومات كافية"، لذا جاء إلى خان يونس ورفح من أجل سماع "الحقيقة من أفواه شهود عيان".